فصل: تفسير الآيات (1- 4):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير التستري



.تفسير الآية رقم (6):

{نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6)}
قوله تعالى: {نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ} [6] أي لا تخمد بأكل الجلد واللحم، حتى يخلص حرها إلى القلوب. والنيران أربعة: نار الشهوة ونار الشقاوة ونار القطيعة ونار المحبة. فنار الشهوة تحرق الطاعات، ونار الشقاوة تحرق التوحيد، ونار القطيعة تحرق القلوب، ونار المحبة تحرق النيران كلها.
ولقد حكي أن علي بن الحسين رضي اللّه عنه دخل مغارة مع أصحاب له، فرأى امرأة في المغارة وحدها، فقال لها: من أنت؟ قالت: أمة من إماء اللّه، إليك عني لا يذهب الحب. فقال لها علي رضي اللّه عنه: وما الحب؟ قالت: أخفى من أن يرى، وأبين من أن يخفى، كمونه في الحشاء ككمون النار في الحجر، إن قدحته أورى وإن تركته توارى، ثم أنشأت تقول: [من البسيط]
إنّ المحبين في شغل لسيّدهم ** كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا

.السورة التي يذكر فيها الفيل:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآية رقم (1):

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (1)}
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ} [1] قال: ألم تعلم كيف فعل ربك بأعدائك وأنت بعد لم تظهر في الدنيا، كذلك يفعل بأعدائك وأنت بين ظهرانيهم ويرفع عنك مكرهم.

.تفسير الآية رقم (3):

{الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3)}
قال عكرمة: قوله تعالى: {طَيْراً أَبابِيلَ} [3] قال: طير نشأت من قبل البحر، لها رؤوس كرؤوس الأفاعي. وقيل: كرؤوس السباع، لم تر قبل يومئذ ولا بعده، فجعلت ترميهم بالحجارة لتجدر جلودهم، وكان أول يوم رئي فيه الجدري.

.السورة التي يذكر فيها قريش:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآيات (1- 4):

{لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)}
قوله تعالى: {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ} [1] قال: يعني لتألف قريش الرحلتين.
{رِحْلَةَ الشِّتاءِ} [2] إلى الشام. وَرحلة {الصَّيْفِ} [2] إلى اليمن أهلكنا أصحاب اليمن كذلك، كأنه يقول للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم: ذكّر قريشا نعمتي عليهم بك قبل إرسالك إليهم.
{يَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ} [3] يعني مكة.
{الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ} [4] السنين، {وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} [4] النجاشي.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها الدين (الماعون):

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآيات (1- 7):

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ (7)}
قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} [1] قال: أي بالحساب يوم يدان الناس.
{فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} [2] أي يدفعه عن حقه.
{وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ} [3] أي لا يطعم مسكينا، نزلت في العاص بن وائل.
{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ} [4- 5] قال: هم المنافقون، غافلون عن مراعاة أوقات الصلاة ومراعاة حقوقها، وهذا وعيد شديد، إذ ليس كل من كان في صورة المطيعين واقفا مع العابدين، كان مطيعا مقبول العمل. وفي زبور داود عليه السلام: قل للذين يحضرون الكنائس بأبدانهم، ويقفون مواقف العباد وقلوبهم في الدنيا: أبي يستخفون؟ أم إياي يخدعون؟. وفي الخبر: ليس لأحد من صلاته إلا ما عقل.
قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ} [6] قال: هو الشرك الخفي، لأن المنافقين كانوا يحسنون الصلاة في المساجد، فإذا غابوا عن أعين المسلمين تكاسلوا عنها، ألا ترى كيف أثبتهم أولا مصلين، ثم أوعدهم بالوعيد. واعلموا أن الشرك شركان: شرك في ذات اللّه عزّ وجلّ، وشرك في معاملته، فالشرك في ذاته غير مغفور، وأما الشرك في معاملته قال: نحو أن يحج ويصلي ويعلم الناس، فيثنون عليه، هذا هو الشرك الخفي. وفي الخبر: أخلصوا أعمالكم للّه فإن اللّه لا يقبل من العمل إلا ما خلص، ولا تقولوا هذا للّه، وللرحم إذا وصلتموه فإنه للرحم، وليس منه شيء. وقد قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لمعاذ حين قال له: أوصني يا رسول اللّه، قال: «أخلص للّه يكفيك القليل من العمل».
قوله تعالى: {وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ} [7] قال: الماعون متاع البيت. وقيل: هو الزكاة، وهو المال بلغة الحبش، واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها الكوثر:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآيات (1- 3):

{إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}
قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ} [1] قال: لما مات القاسم بمكة وإبراهيم بالمدينة قالت قريش: أصبح محمد صلّى اللّه عليه وسلّم أبتر، فغاظه ذلك، فنزلت: {إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ} [1] نعزيه ونعوضه الكوثر، وهو الحوض، تسقي من شئت بإذني، وتمنع من شئت بإذني. {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [2- 3] عن خير الدارين أجمع.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها الكافرون:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآيات (1- 6):

{قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (2) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (3) وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (4) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)}
قوله تعالى: {قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ} [1] قال: إنّما ذكر: {قُلْ} [1] جوابا عن سؤال الكفار إياه: «اعبد إلهنا شهرا فنعبد إلهك سنة». فأنزل اللّه تعالى هذه السورة عند قولهم ذلك، {يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ} [1] قالوا: ما لك يا محمد. قال: {لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ} [2] اليوم.
{وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ} [3] اليوم. {وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ} [4] في المستقبل. {وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ} [5] في المستقبل. {لَكُمْ} [6] اختياركم ل {دِينُكُمْ وَلِيَ} [6] اختياري ل {دِينِ} [6]، ثم نسختها آية السيف، واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها النصر:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآيات (1- 3):

{إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً (3)}
قوله تعالى: {إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ} [1] قال: إذا جاء نصر اللّه لدينك والفتح لدينك.
{وَرَأَيْتَ النَّاسَ} [2] وهم أهل اليمن. {يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً} [2] زمرا، القبيلة بأسرها، والقوم بأجمعهم، فانصر روحك على نفسك بالتهيؤ للآخرة لأنه منها، فالنفس تريد الدنيا لأنها منها، والروح تريد الآخرة لأنه منها، فانصر على النفس وافتح له باب الآخرة بالتسبيح والاستغفار لأمتك. وكان يستغفر بعد ذلك ويسبح بالغداة مائة مرة، وبالعشي مائة مرة، واجتهد في العبادة ليلا ونهارا حتى تورمت قدماه، واحمرت عيناه، واصفرت وجنتاه، وقلّ تبسمه، وكثر بكاؤه وفكرته.
وقد حكي عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أنه قال: لما نزلت هذه السورة واستبشر بها أصحاب النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بكى أبو بكر رضي اللّه عنه بكاء شديدا فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما يبكيك؟ قال: نعيت لك نفسك يا رسول اللّه. فقال له النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: صدقت»، ثم قال: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل»، وهذا تعليم لأمته بالدين والتسبيح. وقد قال الربيع بن خثيم رحمه اللّه تعالى: أقلوا الكلام إلا من تسع: سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلا اللّه، واللّه أكبر، وقراءة القرآن، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، ومسألة خير، وتعوذ من شر.
{إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً} [3] أي رجاعا يقبل التوبة، كلما تاب العبد إليه. واعلم أن إلهنا أكرم من أن يكون معك على نفسك، فإنه قال: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} [البقرة: 222] فإن كنت عليها كان معها بالعفو، وإن كنت معها على أمر اللّه ونهيه كان عليك، فمن وافق أمر اللّه على هواه كان ناجيا، ومن وافق هواه على أمر اللّه كان هالكا، وإنّ أمر اللّه تعالى مرّ وهوى النفس حلو، فما مثالها إلا كالأطعمة اللذيذة قد يحصل فيها الصبر، والدواء يشرب مع مرارته لما جعل فيه من المنافع. وكان بعض الصالحين يقول: وا سوأتاه، وإن عفوت. فمنهم من يحذر الرد، ومنهم من يبكي خجلا، وإن عفي عنه. واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها المسد:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآيات (1- 5):

{تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (2) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)}
قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [1] قال: أي خسرت يداه، {وَتَبَّ} [1] أي خسر، فالخسران الأول خسران المال، والخسران الآخر خسران النفس، ومعنى الخسران ما ذكر بعد ذلك، فقال: {ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ} [2] في الآخرة، إذ صار إلى النار {وَما كَسَبَ} [2] يعني ولده عتبة وعتيبة ومعتب.
وفيها وجه آخر: أن يكون التباب الأول كالدعاء عليه، والثاني كالإخبار عن وقوع الخسران في سابق التقدير، وهو جواب عن قول أبي لهب للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «تبا لك» حين جمعهم ودعاهم إلى التوحيد، وأنذرهم العذاب بقوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214].
قوله تعالى: {سَيَصْلى ناراً} [3] سيغشى أبو لهب نارا في الآخرة. {ذاتَ لَهَبٍ} [3] أي ليس لها دخان. {وَامْرَأَتُهُ} [4] أم جميل. {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} [4] قيل النمامة. وقال عكرمة: إنها كانت تحمل الشوك تلقيه على طريق النبي صلّى اللّه عليه وسلّم. {فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} [5] أي سلسلة من حديد في النار كحديد البكرة التي تجري فيه، شهرها بهذه العلامة في جهنم، كما كانت مشهورة بعداوة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها الإخلاص:

سئل سهل عن الإخلاص، فقال: هو الإفلاس، يعني من علم أنه مفلس فهو محق. قال: وأبطل اللّه جميع الكفر والأهواء بهذه الأربع آيات. وإنما سميت سورة الإخلاص لأنها تنزيه اللّه تعالى عن كل ما لا يليق به.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآيات (1- 4):

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)}
قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [1] ليس له كفء ولا مثل.
{اللَّهُ الصَّمَدُ} [2] قال: الصمد السيد الذي صمد إليه في الحوائج والعوارض، ومعناه المصمود إليه. وقال: الصمد الذي لا يحتاج إلى الطعام والشراب.
{لَمْ يَلِدْ} [3] فيورث. {وَلَمْ يُولَدْ} [3] فيكون ملكه محدثا. وهو أيضا إثبات الفردانية، ونفي الأسباب عنه، ردا على الكفار.
{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [4] معناه: ولم يكن له أحد كفئا على جهة التقديم.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.